مع رسول الله فی الحج الأخیر! | ||||
PDF (1704 K) | ||||
●الهجرة من عرفات إلى المشعر الحرام بعد غروب الشمس أمر النبی بالتحرک والتوجه إلى المشعر الحرام. یتحرک نبی الله ببطء شدید بسبب الزحام. ویوصی الناس بالتحرک ببطء وبرعایة الضعفاء والمشاة. وبعد مضی فترة من اللیل، یصل حشد کبیر إلى وادی مشعر. الجمیع یتوقف فی هذا الوادی. وبعد قراءة الأذان یتم على الفور اقامة صلاة المغرب والعشاء بالجماعة1 یرسل النبی الحجاج الضعفاء من المشعر إلى منى لیلا ویأمرهم بعدم رمی جمرة العقبة حتى تطلع الشمس. وبعد اقامة الصلاة والإستراحة لفترة قصیرة ینهمک النبی بالدعاء والتهجد حتى طلوع الفجر، وعند أذان الصبح یؤدی صلاة الصبح، وقبل طلوع النهار یتجه إلى أعلى القزح أو المشعر الحرام ویقف باتجاه القبلة وینهمک بالدعاء والذکر حتی طلوع الشمس، ویأمر بلال بأن یقول للناس بأن یصمتوا وان یستمعوا. وبعد صمت الناس یقول: «ان ذنوب الجمیع ستغفر فی المشعر بسبب استجابة دعاء الطیبین والمحسنین من هذه الأمة)2 ویشجع الجمیع على الدعاء. وبعد طلوع الشمس یأمرالنبی(ص) بالتحرک ویصل الناس بهدوء إلى وادی مُحَسِّر3 . وأثناء رکوبه الناقة یتمتم النبی قائلاً: (اللّهم سَلِّم لی عَهدی واقْبِل توَبَتی و أجِب دَعْوتی و اخْلفُنی فیمن ترکتُ بَعدی)4 ویصل إلى منى صباح عید الأضحى.5 وتستقر کل جماعة فی الخیام التی نصبت واستوطنت یوم الترویة. أداء مشاعر منی وفی یوم العید یذهب رسول الله فی البدایة إلى العقبة لرمی الجمرات، ثم یأمر بجلب الأضحیة. حیث کان قد أعد ٦٦رأساً من الإبل للأضحیة الخاصة به، و٣٤ إبلاً لعلی (علیه السلام) وجاء بهم من المدینة المنورة الی هناک. وبعد رمی جمرة العقبة، یتوجه رسول الله (ص) إلى مذبح منى، الذی هو بالقرب من الجمرة الوسطى، ویقوم بالتعاون مع الامام علی، بذبح الأضحیة(الإبل) بیدیه.حیث یصل عدد اضحیة النبی والإمام علی الی ١٠٠ إبل.6 وقبل ذبح الأضحیة وجه رسول الله (ص) فی المذبح خطاباً الی الحجاج الذین کانوا یستعدون لذبح الأضحیة فقال ما معناه: «الیوم یوم التضحیة ویوم التلبیة بصوت عال، یوم اراقة دماء الذبائح التی تسیل على الأرض. ومن کانت نیته صادقة فإن أول قطرة دم تکون کفارة عن کل خطیئة، والصوت العالی هو الدعاء إلى الله بصوت عالٍ. والذی نفس محمد بیده لا یرجع أحد من هذا المکان إلا وقد غفر له إلا رجل ارتکب ذنبا عظیما وأصر علیه ولم یفکر فی الخروج منه».7 ولم یتمکن بعض الحجاج بسبب مشاکلهم المالیة من اعداد الضحیة، لذلک قال النبی أن علی هذه المجموعة من الحجاج أن تصوم بدلا من تقدیم الضحیة. وضحى النبی عن کل واحدة من نسائه بقرة، وعن جمیعهن إبل واحد.8 وأمر النبی أن یتم فصل قطعة من کل واحدة من الأضحیة ویتم طبخها فی القدر. وکان النبی وعلی یشربان من مرقها9 ویأمر بأن لا یسلموا جلود الإبل وسروجها الی الذابحین وانما یتصدقوا بها.10
المصادر والمراجع: 1 . صحیح البخاری ج۲ ص۱۶۴. 2 . الکافی ج۴ ص۲۵۷. 3 . المحسر هو وادی بین المشعر الحرام ومنى وهو أقرب إلى منى. وکلمة «المُحْسِر» مأخوذة من کلمة «الحسر» ومعناها التعب والارهاق . (الطریحی، مجمع البحرین، مادة «حسر») وسبب تسمیة هذا الوادی هو أن أبرهه وجیشه جاءوا بفیل لهدم الکعبة. لکن عندما وصلوا الی هذا الوادی انهارت قواهم وتعرضوا للهزیمة (شفاء الغرام ج۱ ص۴۹۹) 4 . المعجم الموضوعی لأدعیة المعصومین: ج۳، ص۱۴، ح۷۸۱. و الکافی، ج ۴، ص ۴۷. 5 . انظرکتاب: سیرة العصومین فی کتب الشیعة الأربعة، ج۱، ص۵۷۵-۵۷۴. 6 . الکافی ج۴ ص۲۵۰ ح۸. 7 . صحیح مسلم، المجلد ۲، ۸۸۹. 8 . دعائم الإسلام ج۱ ص۱۴۸ ؛ ۹- بحار الأنوار ج۶۹ ص۳۰۱. 9 . الکافی ج۴ ص۴۹۱. 10 . الطبقات الکبری، ج۲، ۲۴۸-۲۴۷. | ||||
الإحصائيات مشاهدة: 88 تنزیل PDF: 20 |
||||