آمر عملیات طهران .. اضربوهم حیث ثقفتموهم | ||
آمر عملیات طهران .. اضربوهم حیث ثقفتموهم محمدصادق الحسینی
عندما یؤکد مسؤول ایرانی عسکری رفیع المستوى بان کل الخیارات باتت على الطاولة فی ملاحقة الصهاینة ومن ورائهم على مستوى المنطقة والعالم، ومنها تنفیذ عملیات موجعة بحقهم والتعامل معهم على قاعدة العمل بالمثل، وان بلاده ستطاردهم حیثما تحرکوا وستسلب منهم الامن والاستقرار، بل ستنال منهم فی الصمیم وفی القریب العاجل، ما سیجعلهم یندمون على عملیاتهم الجبانة والغادرة، التی کان آخرها اغتیال العالم والاستاذ الجامعی مصطفى احمدی روشن، فانه یرید القول بان هذه الحرب الاستخباراتیة باتت مفتوحة على مصاریعها، وان الضرب سیکون من الآن فصاعدا تحت الحزام، وان من سیتحمل مسؤولیة نهایاتها غیر السارة هو العدو الصهیونی لا محالة. تجدر الاشارة الى ان ممثل قائد الثورة الاسلامیة فی مؤسسة کیهان الصحافیة حسین شریعتمداری، کتب عمودا بعد ساعات من اعلان نبأ اغتیال الاستاذ الجامعی احمدی روشن طالب فیه علنا تنفیذ قانون المعاملة بالمثل . ومن المعلوم ایضا ان ثمة وثیقة صادرة من الکونغرس الامریکی فی اطار رسالة موجهة من ثلاثة من کبار اعضائه، بینهم رئیس اللجنة الوطنیة الداخلیة للکونغرس بیتر تی کینغ، بتاریخ الثانی والعشرین من تشرین الثانی/نوفمبر من العام الفائت، یطالب فیها الموقعون علیها الرئیس الامریکی اوباما بمعاقبة ایران بعبارة واضحة: (علیک استخدام عملیات محددة خفیة ضد النظام الایرانی تشمل المنشآت و الاشخاص المسؤولین..). وقد یکون الاهم فی المعادلة الجدیدة التی دخلنا فیها الیوم بعد وصول حالة حرب الادمغة الى اوجها، هو أمر العملیات الذی یقال انه صادر من اعلى هرم القیادة الایرانیة والقاضی، حسب المصدر الامنی الآنف الذکر، بـ: ( ان الوقت قد حان لتواجهوا التهدید بالتهدید وتعاقبوا السی آی ای والموساد على افعالهم الجبانة هذه حتى تجعلوهم یندمون على فعلتهم والبادی اظلم ) . اذن هی الحرب الاستخباراتیة المفتوحة التی قد تفتح ابواب جهنم على العدو الصهیونی واسیاده الامریکیین وکل متورط معهم فی هذه الاعمال القذرة، کما یتوقع العارفون ببعض خفایا الامور. لا یعرف احد البتة الى ما ستؤول الیه هذه الحرب المفتوحة من تداعیات على مستوى المنطقة، الا ان القدر المتیقن منه هو ان جمیع المسؤولین الصهاینة ومعهم اسیادهم الامریکیون، لاسیما الامنیین والاستخباریین، حسب مواقف طهران المعلنة باتوا الآن رهائن قرار العمل بالمثل وعلینا الانتظار من سیکون علیه الدور اولا، کما تقول المصادر الایرانیة الوثیقة الصلة بمطبخ صناعة القرار الایرانی . لن تکون هناک حرب عسکریة مفتوحة، بالضرورة کما یحاول البعض ان یروج او یهول او یدفع للایحاء بهذا الامر، فالمعلومات المتواترة فی هذا السیاق لدى دوائر عدیدة فی طهران لا تزال تعتقد بان الاسرائیلی والامریکی لا یزالان یتخوفان من المواجهة العسکریة المفتوحة، لانها قد تفتح علیهم حربا اقلیمیة شاملة وربما حربا عالمیة یتخوفونها ولا یریدونها الآن على الاقل. ولهذا السبب اصلا یقول الایرانیون بان الاسرائیلی والامریکی قررا اللجوء الى هذه الوسائل الجبانة والرخیصة ضد ایران. وهو ما بدا ان القیادة الروسیة العلیا قد استوعبته ولو متأخرا، من خلال تأکیدها على ان ای مواجهة مع ایران على خلفیة الملف النووی الایرانی انما یدخل فی معادلة الاخلال بالامن القومی الروسی. وطبقا لقراءة الروس مرة اخرى فان المعرکة على بوابة المشرق العربی، ای سوریة انما هی لانهم یریدون من دمشق قطع تحالفها مع طهران. والکل یذکر هنا شهر العسل الاوروبی والخلیجی، لاسیما السعودی والقطری منه، مع دمشق قبل ان تفاجئهم الصحوة العربیة الاسلامیة فی المنطقة، کیف کانت تتملق النظام السوری وتوحی بانها ستغدق علیه اموال الاستثمارات وتفتح له ابواب الجنة مقابل الابتعاد عن طهران. الیوم یحاولون ادارة الدفة بالمعکوس وذلک من خلال رسولهم العثمانی الحالم بالدور الاقلیمی بأی ثمن کان، متنقلا بین العواصم حاملا الرسائل المتناقضة، منها الودیة والمغریة للبعض مقابل التخفیف من مساندة دمشق. ومنها المتخبطة والهادفة الى فتح ابواب عاصمة الامویین التاریخیة امامه من جدید کحد ادنى لیجرب حظه العاثر فی لعب ای دور. لکن الغباء والحماقة الاسرائیلیین ومعهما الغباء والبلادة الامریکیان کشفتهم ولم تمنح لهم الفرصة، اذ جاءت عملیة اغتیال الاستاذ الجامعی الکیمیائی لتعید خلط الاوراق من جدید . ثمة فی هذه الاثناء من یراهن على اجتماعات اسطنبول بین طهران ومجموعة الخمسة زائد واحد حول النووی الایرانی المرتقب. وثمة من یراهن على اثارة فتنة فی لبنان على قاعدة التصعید فی مسألة نزع سلاح حزب الله، فارسل موظفه الامین العام لمصالح الغرب لیجرب حظه. لکن ذلک کله، سواء کان بالجملة او بالمفرق، کما یقول المثل ، دونه فرط القتاد ودونه بحر من الدماء وتفکیک الکیان وازالة الغدة السرطانیة مرة والى الابد، کما یقسم یومیا المقاومون والقابضون على قبضات سلاح المقاومة.! ثم اذا کان صحیحا ان ایران وافقت على الاجتماع مع الغرب بناء على اقتراح وسیطهم الطامع فی دور اقلیمی متعثر، لکنها وکما وافقت على ما قبله من مؤتمر وفی مثل هذا الشهر من العام الفائت والذی خرج فیه الغرب بخفی حنین، فان مصیر الاجتماع المقبل لن یکون مصیره افضل من سابقه للاسباب التالیة : - ان ایران لم ولن تقبل ابدا سیاسة العصا والجزرة التی تتبعها واشنطن معها، حیث اغتالت العالم شهریاری عشیة انطلاق محادثات العام الفائت، وها هی تغتال احمدی روشن فی الذکرى السنویة لشهریاری، وهما عملیتان ارهابیتان مدانتان، حسب کل الاعراف الدولیة ناهیک عن السماویة . - ان ایران لن تفاوض ولیام بیرینز وجها لوجه کما یتوسل منذ محادثات جنیف الثانیة، لانها لیس لدیها ما تبیعه ایاه او تساوم معه او تقایضه على شیء. - ان ایران تعرف جیدا ان ما یریده الامریکیون والاطلسیون وصغار عملائهم هو رفع الید المساندة للحق الفلسطینی عن هذا الملف الانسانی الخطیر، وتصفیة قضیة فلسطین نهائیا وکفى، اما النووی فی ایران والدیمقراطیة فی سوریة فهما لیسا الا غطاء مزعوما من اجل تحقیق الهدف الاصلی المذکور آنفا، وهذا ما لن ینتزعه احد ای احد لا من دمشق ولا من طهران حتى وان طال حصارهما الف عام وموعدنا اذان الصبح ألیس الصبح بقریب! | ||
الإحصائيات مشاهدة: 2,178 |
||