إیران تحذرمرةواحدة.. فماذاعنأمیرکا؟ | ||
إیران تحذرمرةواحدة.. فماذاعن أمیرکا؟ حبیب فیاض قائد الجیش الإیرانی عطا الله صالحی، یحذّر حاملة الطائرات الأمیرکیة التی غادرت میاه الخلیج الفارسی من العودة إلیه. ویؤکد بأن إیران (لا تحذر سوى مرة واحدة).. کلام المسؤول الإیرانی ینطوی على أعلى درجات التحدی والتصعید. إیران فی هذا الموقف تضع منطق القوة الأمیرکیة على محک الاختبار. الأمر أشبه بدعوة إیرانیة لمبارزة واشنطن على مرأى من العالم ومسمعه. الرد الأمیرکی لم یکن بمستوى التصعید الإیرانی واکتفى بالحفاظ على الحد الأدنى من ماء الوجه. واشنطن التی أعلنت أنها ستواصل إرسال قطعاتها البحریة العسکریة إلى میاه الخلیج الفارسی، أکدت أیضاً أنها ترید تخفیض مستوى التشنج، وأنها لا تسعى إلى مواجهة عسکریة مع طهران . نجحت إیران عبر کمین الکترونی فی إهباط طائرة آر کیو 170 . أمیرکا طالبت باسترداد الطائرة الأسیرة ، فردت إیران بأنها ستعمل على استنساخها وتطویرها، ومن ثم لاذت الولایات المتحدة بالصمت. هل أصیبت الدولة (الأعظم) فجأة بفضیلة الصبر؟ المعطیات لا تحتمل التأویل وتفید بأن الإیرانیین مستعدون للمواجهة والأمیرکیین یهربون منها . طهران دخلت بالفعل مرحلة العمل على إخراج القوات الأمیرکیة من میاه الخلیج الفارسی. البحریة الإیرانیة تعلن أن مضیق هرمز منطقة عسکریة تحت سیطرتها وتتعهد بإخلاء محیطها المائی من التواجد الدخیل. مناورات الولایة 90 کانت استعراضاً لقوة إیران بمقدار ما کانت إظهاراً لضعف خصمها، وحملت من الرسائل العسکریة أکثر مما حملته من الرسائل السیاسیة . القوات الإیرانیة باشرت بهذه المناورات حرباً لم تندلع، لأن طرفها الآخر لا یرید التورط فیها. القطع البحریة الإیرانیة لم تأت إلى مضیق هرمز لتناور ثم تغادر، بل لتعسکر وهی مستعدة للمواجهة. نیران المناورات أصابت الهیبة الأمیرکیة فی الإقلیم إلى جانب الأهداف الوهمیة والمفترضة. لم یأت وقت على إیران وهی بهذا القدر من القوة، کما لم یأت وقت على أمیرکا وهی بهذا المستوى من الضعف. لولا الأزمة السوریة لکانت إیران فی أحسن أحوالها الإقلیمیة. ولولا الأزمة عینها لکانت أمیرکا شبه مفلسة فی سیاساتها على مستوى الإقلیم . رفع العقوبات الأمیرکیة والأوروبیة ضد طهران إلى حدها الأقصى، یعکس ذروة الفشل الغربی فی دفع الإیرانیین إلى أی خطوة تراجعیة. استهلاک سیاسة العقوبات المزدوجة (المال والنفط)، لن یبقی فی الجعبة الغربیة أوراق إضافیة للتعامل مع المعضلة الإیرانیة سوى الورقة العسکریة. یستطیع الغرب الامتناع عن شراء النفط الإیرانی، لکن من یستطیع منع إیران من تصدیر نفطها عبر موانئها إلى الأسواق العالمیة؟ بإمکان أوروبا وضع شروط للعودة إلى طاولة التفاوض بشأن المسألة النوویة الإیرانیة، لکن من یمکنه منع طهران من مواصلة نشاطها النووی؟ وبمقدور أمیرکا وإسرائیل والغرب تهدید إیران عسکریاً، لکن مَن مِن هؤلاء یجرؤ على تحویل هذا التهدید إلى واقع؟ ستذهب طهران إلى تنفیذ استراتیجیة جدیدة فی التعامل مع واشنطن بعد انسحاب قوات هذه الأخیرة من العراق..هی استراتیجیة تقوم على مواجهة أمیرکا إقلیمیاً فی موقعین، أحدهما میاه الخلیج الفارسی، ذروة القوة الأمیرکیة. والثانی أفغانستان، منتهى الضعف الأمیرکی، حیث لا یـُستبعد هناک استنساخ نهایاته المریرة فی العراق. وإذا کانت واشنطن فی الموقع الأول قد أخرجت حاملة طائراتها إلى بحر عـُمان تفادیاً لمواجهة، فهل تستطیع فی الموقع الثانی إخراج حرکة طالبان من مسار تقارب محتمل مع إیران، تفادیاً لهزیمة، بعدما اعتبرت الإدارة الأمیرکیة هذه الحرکة غیر معادیة، تمهیداً للدخول معها فی مفاوضات سلام، عبر مکتب تمثیلی تطوعت دولة قطر بتقدیمه لطالبان فی الدوحة؟ (إیران تُحذر مرّة واحدة).. غادرت حاملة الطائرات الأمیرکیة (جون سی ستینیز) میاه الخلیج الفارسی وعبرت مضیق هرمز. ماذا إذا عادت؟ وماذا إذا لم تعُد؟ | ||
الإحصائيات مشاهدة: 2,154 |
||