البحریــن لیست بحاجةالى لجان | ||
البحریــن لیست بحاجةالى لجان یوسف مکی البحرین نظام فی مأزق ومصرعلى العلاج الامنی للاحتجاجات الشعبیة منذ 14 شباط (فبرایر)الماضی،بل وغیرمکترث حتى بتوصیات لجنة بسیونی المنبثقة عن التحقیقات التی اجرتهاهذه اللجنة،وهی بالمناسبة من طرف النظام وتوصلت الى ادانته على انتهاکاته الفظیعة لحقوق الانسان واستخدامها لمفرط للقوة تجاه المتظاهرین. والشعب من طرفه مصرٌعلى نیل حقوقه،ولیس فی وارد التراجع عما خرج من اجله،وعما قریب تدخل انتفاضته عامها الثانی،حیث یستعد لاحیائها،بینما یصرح وزیرداخلیةالنظام أنه سینهی الانتفاضة بحلول فبرایر. وعلى امتداد سنة من الحراک الشعبی لم یتقدم النظام بمبادرة جدیة،حتى مبادرة ولی العهد (المبادرةالسباعیة)التی وافقت علیها المعارضة باعتبارها ارضیة للحوار،انقلب علیها النظام منذ 13 اذار (مارس)الماضی،وتوارى هوالى الخلف،وکأنه لیس صاحب مبادرة،بمعنى آخرقبرت المبادرة. خلال الانتفاضة قام النظام ایضا،وفی اعقاب قانون احکام الطوارئ بتشکیل لجنة 'حوارالتوافق الوطنی'،وکانت شکلامن دون مضمون وتضییعا لمطالب الشعب فی تفاصیل لیس لها اول ولا آخر،بینمایعرف النظام ماهومطلوب منه بالتحدید،وفی نهایة المطاف لم یتمخض عنها شیء،وذهبت هذه اللجنة،وماصدرعنهامن توصیات ادراج الریاح. بعد ذلک اوعزالنظام الى موالیه بتشکیل ثلاث لجان لمایسمى باعادةاللحمةالوطنیة،فی حین ان النظام نفسه هوالمسؤول عن التشطیرالطائفی وفصم اللحمة الوطنیة من خلال اعلامه غیرالمسؤول،والشحن الطائفی،واللعب على الورقة الطائفیة،وکل ذلک من اجل تضییع القضیة السیاسیة للانتفاضة. ومع ذلک فإن هذه اللجان الثلاث المتتالیة ولدت میتة ولم تعد اللحمة الوطنیة. بعدصدورتقریرلجنة بسیونی (23/11/2011) شکل النظام لجنة لدراسة تنفیذ توصیات هذه اللجنة (لجنةبسیونی)منذ تشرین الثانی(نوفمبر)الماضی،وحتى الآن لم یتمخض عنهاشیء،بل زاد القمع من قبل النظام وماتزال قیادات الحراک الشعبی مسجونة،ولم یوفرالنظام احدامن القمع والتنکیل وعلى مرأى ومسمع العالم ولم یتوقف عنه،ولایعرف احد ماذافعلت هذه اللجنة،وبالمناسبة کذلک تم تشکیلها من قبل النظام بخلاف ماورد فی توصیات لجنة بسیونی،ومعظم شخصیاتها من الموالین للنظام. وبعدموجة اللجان السابقة تطلع علینا هذه المرة مجموعة من الشخصیات لتشکیل لجنة ـ تقول عن نفسها وطنیة ـ لعقد مؤتمر وطنی تحت عنوان 'اللقاءالوطنی' یهدف الى اخراج البحرین من ازمتهاالسیاسیة، ویکون المؤتمربین مکونات المجتمع من جهة و الحکومة من جهة اخرى. طبعا لایشک احد فی نوایا القائمین على هذه اللجنة،وحرصهم على هذاالبلد،لکن المرء لایسعه الا ان یشکک فی نوع کهذه من اللجان ومدى قدرتها على ایجاء الحلول التی تتوخاها،وذلک لعدة اسباب نجملها فی التالی: 1ـان هذه المبادرة تهدف الى احیاء مبادرة ولی العهد(السباعیة)،لا اظن ان هذه المبادرة قابلة للحیاة فقدماتت فی 13 مارس الماضی،ومبادرة ولی العهد لاتحتاج الى لجنة للحوار حول بنودها،اذ بامکان ولی العهد او من ینوب عنه ان یبادر الى حوارالمعارضة مباشرة، کما فعل اول مرة،بحیث یکون الحوار بین النظام مباشرة والمعارضة مباشرة،ولیس بین مکونات المجتمع (هکذا)والحکومة،کما ترى هذه اللجنة،وهی مخطئة بالتأکید فی هذا الطرح. -2 التشابه بین مضمون هذه اللجنة و لجنة حوار التوافق الوطنی،التیشکلهاالنظام حیث کان النظام قد ادخل کل مکونات المجتمع فی هذه اللجنة،وهم فی الحقیقة لیسوا مکونات بقدرماهم من المحسوبین على النظام ولیس لهم علاقة بما جرى،کما ابعد المعارضة السیاسیة الحقیقیة من هذا الحوار واغرقه بتفاصیل لیس لهاعلاقة بما یحدث على الساحة السیاسیة. فعن أی مکونات تتحدث هذه اللجنةالمقترحة (الجدیدة). 3ـطرحت هذه اللجنة کسابقتها(الحکومیة) نفس البنود التی طرحتها لجنة الحکومة،وهذا تضییع للقضیة الجوهریة التی انتفض من اجلها الشعب البحرانی،المتمثلة فی اقامة ملکیة دستوریة،وهی مسألة سیاسیة بامتیاز، ولیست حسب البنود التی تطرحها هذه اللجنة،لأن الحل السیاسی کفیل بایجاد الحلول لبقیة القضایا المطروحة ولیس العکس. -4 این کان القائمون على هذه اللجنة،فیماسبق،ولماذا تأخروا کل هذه المدة،ولماذا الآن بالتحدید،وفی وقت یواجه فیه النظام مأزقا تاریخیا لایمکنه الخروج منه الا باستجابة حقیقیة لمطالب الشعب. -5 بتقدیرنا ان الوضع فی البحرین لایحتاج الى لجان لحل ازمتها السیاسیة الطاحنة و المزمنة،وکل ما تحتاجه هوحوارسیاسی مباشربین المعارضة وفی القلب منهاحرکة 14 فبرایرمن جهة،والنظام من جهة اخرى،ولیس بین من لاعلاقة لهم بالموضوع،کما تقترح اللجنة من جهة والحکومةمن جهة اخرى. فمطالب الشعب واضحة وضوح الشمس،والحکومة تعرف ما هومطلوب منها،دونماحاجة الى لجان لکسب الوقت والمماطلة من قبل الحکومة. 6ـاخیرا اقل مایقال فی هذه اللجنة انهاتحاول بعلم اومن دون علم اخراج النظام من ورطته القائمة فی بنیته،وبالتالی تجمیل سمعته امام المنظمات الدولیة،بحجة ان هذه اللجنة لم تکن من قبل النظام،انمامن قبل شخصیات وطنیة اواهلیة،وهوحریص على الحوارمعها ولایرفض الحوارمع کل اطیاف المجتمع،بحیث یتم استغلال ذلک من قبل النظام فی تلمیع صورته،بینماهوفی الواقع ابعد مایکون عن لغة الحواراوالرشدالسیاسی. 7ـسنة من الثورة فی البحرین،ظهرت فیهااکثرمن نصف دزینة من اللجان من دون فائدة،ولم یتقدما لنظام خلالها خطوة واحدة جدیة باتجاه المعارضة، فهل سیخطو لعین لجنة 'اللقاءالوطنی' المزعومة،ام هی احد تخریجات النظام لکن بشکل ثان. بینماالمطلوب لاخراج البلاد من النفق المظلم،اجراءات سیاسیة خطیرة وتاریخیة یقدم علیها النظام،ولیس انشاء لجان فی اثرلجان وسیاسة الهروب الى الأمام کسبا للوقت. | ||
الإحصائيات مشاهدة: 1,984 |
||