خفایا وجود (طالبان) فی قطر | ||
خفایا وجود (طالبان) فی قطر کرار حیدری احتضت دولة قطر مؤخراً المباحثات بین حرکة طالبان المتطرفة والولایات المتحدة الامیرکیة، المباحثات التی اعتبرتها الادارة الامیرکیة بمثابة وسیلة لدعم تحقیق السلام فی افغانستان. غیر أن المراقبین السیاسیین یرون بأن هذه المباحثات تتطلع الى أبعد مما هو معلن رسمیاً. وبناء على ما أفادته التقاریر، أن ثمانیة من کبار عناصر تنظیم طالبان، الذی یتخذ من الاراضی الباکستانیة مقراً له، کانوا قد وصلوا الى قطر وأجروا مباحثات مع عدد من المسؤولین فی الخارجیة الامیرکیة.و الملفت فی هذا الصدد عدم دعوة حکومة کرزای للمشارکة فی هذه المباحثات. یذکر أن طالبان کانت قد افتتحت مکتباً سیاسیاً لها فی قطر، وأن ذلک قد تم بالتنسیق مع الادارة الامیرکیة دون شک. وکما هو واضح أن هذا التطور یحظى بالاهتمام من عدة جوانب: أولاً: ان الموافقة على التباحث مع جماعة طالبان ،التی لا یکف الامیرکیون عن نعتها بالجماعة الارهابیة وبناء على ذلک دفعوا بقواتهم لإحتلال افغانستان عام 2001، تعد بحد ذاتها خیر دلیل على هزیمة الولایات المتحدة فی احتلالها لأفغانستان. فقبل عشر سنوات على وجه الدقة ، شنت القیادة الامیرکیة هجوماً عسکریاً على افغانستان تحت ذریعة القضاء على تنظیم طالبان والقاعدة لتورطهما فی حادث الاعتداء على برجی التجارة العالمیة فی نیویورک. ویومها وعد الرئیس الامیرکی بالقضاء على هذه الجماعات خلال فترة وجیزة. غیر أنه ورغم مرور عشر سنوات، لیس لم یتم القضاء على هذه الجماعات فقط، وإنما راحوا یجلسون الیوم مع طالبان الى طاولة واحدة للحصول على موافقة هذه الجماعة على السلام!. ثانیاً: عدم دعوة الحکومة الافغانیة للمشارکة فی هذه المباحثات، وهذا یعنی أن مشروع المصالحة بین الحکومة الافغانیة فی کابول وحرکة طالبان، الذی کان یقف ورائه الغربیون، قد وصل عملیاً الى طریق مسدود دفع الامیرکیین الى الیأس منه. ثالثاً: لا شک فی أن مسارعة الادارة الامیرکیة للتفاوض بصورة مباشرة مع طالبان، تقف ورائها دوافع انتخاباتیة. وهذا یعنی أن ادارة الرئیس اوباما تحاول – على اعتاب الانتخابات الرئاسیة- تشجیع هذه الجماعة للموافقة على الشروط الامیرکیة من خلال التفاهم معها وتقدیم الوعود لها بالاضطلاع بدور مؤثر فی الساحة السیاسیة الافغانیة، أملاً فی استثمار ذلک فی سباق الانتخابات الرئاسیة. ان اوباما والدیمقراطیین مضطرون الیوم للقبول بجدول زمنی للانسحاب من أفغانستان رغم عدم تحقق الاهداف المرسومة، وللتعویض عن هذه الهزیمة یتشبثون بکل الوسائل المتاحة لتشجیع زعماء طالبان للقبول ولو بسلام منقوص ، للتقلیل من تبعات هذه الهزیمة. رابعاً: لا شک أن طالبان جماعة ارهابیة ارتکبت مجازر کثیرة بحق الشعب الافغانی والبشریة جمعاء طوال السنوات الخمس من حکمها لأفغانستان و الفترة التی اعقبت ذلک. وعلیه فان توجّه الادارة الامیرکیة للتفاوص مع هذه الجماعة والاعتراف بها رسمیاً، إنما هو بمثابة دعماً للارهاب والتطرف، ویدل على أن الامیرکیین على استعداد للتخلی بکل بساطة عن شعاراتهم ومزاعمهم ودعم أمثال هذه الجماعات الارهابیة، اذا ما اقتضت مصالحهم ذلک. خامساً: ان القوى الاستکباریة خاصة الولایات المتحدة، تعتبر فی الأصل المسؤولة عن تأسیس الجماعات الارهابیة و ممارسة اعمالها الاجرامیة. ومثل هذا یصدق على حرکة طالبان. حتى أن المسؤولین الامیرکیین اعترفوا اکثر من مرة بأنهم هم الذین کانوا وراء تأسیس حرکة طالبان للتصدی للاحتلال السوفیتی لأفغانستان على حد زعمهم. سادساً: وفی هذا الصدد یستحوذ دور المسؤولین القطریین و فی طلیعتهم الأمیر حمدبن خلیفة آل ثانی ، الذین أخذوا على عاتقهم مهمة السمسرة لصالح الولایات المتحدة ، على الاهتمام . ففی ذات الوقت الذی یزعم فیه القطریون الدفاع عن قضایا العالم العربی، یتحرکون عملیاً بما یخدم اهداف امیرکا والکیان الصهیونی تماماً. وتتضح ابعاد الدور المرموز والمخادع للقطریین من خلال التطورات التی تشهدها المنطقة والثورات الشعبیة التی عمت البلدان العربیة. سابعاً: ان الولایات المتحدة ومن خلال المصالحة مع طالبان، تحاول ایصال هذه الجماعة المتطرفة الى سدة الحکم وإدخالها فی الموازنات الاقلیمیة، لتصبح بمثابة حربة تهدید تلوح بها کلما اقتضت مصالحها ذلک. إذ أدرکت واشنطن بأن هذه الجماعة تتمتع بقاعدة شعبیة فی أجزاء عدیدة من الاراضی الافغانیة والباکستانیة، وان استقطاب واحتواء هذه الجماعة المتطرفة بوسعه أن یشکل حربة یمکن الاستعانة بها للضغط على الدول المجاورة لأفغانستان. ومهما یکن فان الامراء القطریین سیخسرون دون شک اللعبة التی کانوا قد بدأوها فی ظل التطورات المتسارعة التی تشهدها المنطقة العربیة من الشرق الاوسط. ذلک أن امواج الصحوة التی عمت شعوب المنطقة، سوف تقضی تماماً على النفوذ الامیرکی وعلى البیادق الامیرکیة فی المنطقة. وفی ظل هذه النهایة المحتومة سیکون سماسرة الصهاینة والارهاب فی طلیعة الضحایا. | ||
الإحصائيات مشاهدة: 2,980 |
||