ماذا یدور فی غرفة العملیات الحربیة الامیرکیة؟ | ||
ماذا یدور فی غرفة العملیات الحربیة الامیرکیة؟ محمد کاظم أنبار لوئی لم یتنبه الامیرکیون احیاناً - فی حالة السکر و العربدة - الى تسریب أخبار فی غایة السریة ، و لکن و عندما یفیقوا من سکرتهم ، یحاولون بکل السبل تکذیبها أو التمویه علیها دون جدوى. وما صرح به وزیر الخارجیة الامیرکی السابق هنری کیسنجر فی مقابلته مع صحیفة دیلی سکیب الامیرکیة ، هو من هذا النوع . ومن جملة ما قاله کیسنجر: 1 – أن طبول الحرب تدق الآن فی الشرق الاوسط وبقوة ومن لا یسمعها فهو بکل تأکید أصم. 2 – لابد لکم من الاستعداد لتقبل نهایة العالم وهی وشیکة . 3 – أن الولایات المتحدة تستعد بقوة و کفاءة لهذه الحرب، وبعدها سنبنی مجتمعاً عالمیاً جدیداً لن یکون إلا لقوة واحدة و حکومة واحدة هی الحکومة العالمیة ( السوبر باور ) . 4 – لقد أبلغنا الجیش الامیرکی أننا مضطرون لتولی زمام الامور فی سبع دول فی الشرق الاوسط ، نظراً لأهمیتها الاستراتیجیة لنا و احتوائها على البترول !. 5 – عندما تتحرک الصین و روسیا من غفوتیهما سیکون الانفجار و الحرب الکبرى التی لن تنتصر فیها سوى قوة واحدة هی ( اسرائیل ) و امیرکا ، و سیکون على اسرائیل القتال بما أوتیت من قوة و سلاح لقتل أکبر عدد ممکن من العرب. واذا ما سارت الامور کما ینبغی سیکون نصف الشرق الاوسط ل ( اسرائیل) . 6 – امیرکا تمتلک افضل الجیوش والاسلحة، وقد آن الأوان لیتعرف العالم على قدراتها. کیسنجر الآن على اعتاب التسعین، ومن الممکن أن یکون قد تحدث بذلک بفعل الشیخوخة والافراط فی السکر. ولکن وعلى حد قول المثل البریطانی (السکر یبوح بالصدق)، أن ما ورد على لسان کیسنجر عبارة عن کلام سری یتداوله الامیرکیون فی دهالیز (غرفة الحرب) الامیرکیة. ویعترف هؤلاء بأنهم لا یفکرون بغیر فناء العالم وتعاسة البشریة... أنهم أسراء أحلام الیقظة والغرور المفرط وجنون العظمة. ان عقول الخبراء والمنظرین الامیرکیین تهیمن علیها دائماً مفردات من قبیل: الحرب، الجیش، الهجوم الوشیک، احلام الهیمنة على العالم، اللجوء الى السلاح، الهجوم الاستباقی، الغصب والاحتلال، إبادة الابریاء، التطهیر العرقی، واراقة الدماء. ومثل هذه المفردات بعیدة کل البعد عن مفاهیم : (السلام)، (حقوق الانسان)، (الحریة)، (الدیمقراطیة)، (التداول الحر للمعلومات)، (حقوق المواطنة)، (الحقوق الدولیة)، (الحفاظ على البیئة)... الخ ، التی هی لیست أکثر من لقلقة لسان بالنسبة للساسة الغربیین والامیرکیین على وجه الخصوص. لقد کشف کیسنجر جانباً عما یدور فی عقول الامیرکیین المثیرین للحروب.. أنهم لا یفکرون بغیر السیطرة على العالم وبأی ثمن، وباراقة دماء الملایین. أن الهیمنة على العالم بالنسبة لهؤلاء بمثابة أمنیة وحلم. و الطریف أن کیسنجر ، وبعد أن یفصح عن کل ذلک ، یتأوه قائلاً: آه، کم حلمت بهذه اللحظة التاریخیة . ان فحوى کلام اکثر الاستراتیجیین الامیرکیین المثیرین للحروب شیخوخة، هو أنه ینبغی لشعوب العالم أن تفکر فی الدفاع نفسها وأن تعد العدة لمواجهة الیوم الذی سوف تحاول فیه الولایات المتحدة ترجمة هذه الرؤى والاحلام الى أمر واقع. وان الصحوة التی عمت العالم الاسلامی لیست سوى نقطة البدایة لهذا الاستعداد والتأهب. وفی السیاق نفسه تطرق کیسنجر الى اوضاع المنافسین لمخططاطهم وأفکارهم الحالمة موضحاً: 1 – لقد سمحنا للصین بتطویر قدراتها العسکریة، واعطینا الضوء الأخضر لروسیا بمحاولة احیاء قدرات الاتحاد السوفیتی السابق ، وفی الحقیقة نحن الذین منحنا هؤلاء احلاماً کاذبة وبطولات واهیة، ومثل هذا سوف یعجّل بالقضاء علیهم وفنائهم. 2 – ان اعضاء الاتحاد الاوروبی على عجلة من أمرهم للتحول الى دولة کبرى، لأنهم یدرکون ما الذی سیحدث فی المستقبل القریب. إذ یعی هؤلاء أن النتیجة النهائیة للمباراة ستکون لصالح الولایات المتحدة.. | ||
الإحصائيات مشاهدة: 1,989 |
||