استراتیجیة الثقافة | ||
استراتیجیة الثقافة منیر مسعودی لیس بخاف علی احد ، ان القراءة و المطالعة من الظواهر الحیاتیة لکل امّة تتطلع الی الرقی و الازدهار . و غالباً ما تقاس درجة و عی الأمّة و قدرتها علی ادراک حقیقة ما یدور حولها ، بمدی اهتمامها بالمطالعة ، و مدی شیوع عادة القراءة بین أبنائها . و کثیراً ما تنتکس الامّة و تتخلف فی مسیرتها عن رکب الحضارة و الانسانیة ، لأنها أمّة لاتقرأ . و لایخفی ان مسؤولیة اشاعة ثقافة القراءة - ان صح التعبیر - تقع علی عاتق کل من الدولة و النخب المثقفة الواعیة من ابناء المجتمع . فالدولة و من خلال دعم حرکة الکتاب ، تألیفاً و اصداراً و نشراً ، و توفیر سبل وصوله الی یدی اکبر عدد ممکن من القرّاء ، تحقق واحداً من انجع السبل فی التشجیع علی القراءة . کما ان بوسع الشریحة المثقفة أن تخلق فی المجتمع ، عیر نشاطها الفکری و الثقافی ، حرکة مفعمة بالوعی و المثابرة طلباً للعلم و المعرفة . و اذا ما کانت ثمة أجواء حاکمة فی المجتمع _ سیاسیة او اقتصادیة او اجتماعیة _تحول دون ذلک ، فانه یفترض بالنخبة المثقفة الواعیة ، و اداءً للمسؤولیة الملقاة على عاتقها ، ان لا تتوانی عن ابتکار مختلف السبل الکفیلة بأداء مهامها الرسالیة و الانسانیة و التاریخیة ، و صیاغة رسالة ثقافیة تکون بمستوى الاهداف الطموحة التی تتطلع الیها الامة . و فی هذا الصدد تعتبر" ثقافة الکاسیت " التی شاعت و انتشرت فی بعض البلدان الاسلامیة خلال العقدین الماضیین ، من الظواهر الموفقة فی التأثیر علی وعی الجماهیر و تقدمه و فاعلیته. و لا نبلغ اذا ما قلنا ، ان " ثقافة الکاسیت " لعبت دوراً ریادیاً فی توعیة ابناء الشعب الایرانی المسلم و نمو ثقافته و تطور معارفه الدینیة و الانسانیة ، و بالتالی تحقق انجازه التاریخی الرائد.حیث توافر لدیه العدید من المفکرین و الخطباء المفوّهین الذین اخذوا علی عاتقهم مهمة توعیة ابناء الشعب عبر محاضراتهم و خطاباتهم و امسیاتهم الشعبیة ، التی اخذت تسجل علی " اشرطة کاسیت " و توزع بالآلاف . و قد ساعدت هذه المحاضرات التی کانت تتسم ، فضلاً عن ثراثها المعرفی ، بالحماسة التی تلهب مشاعر المتلقی و وجدانه و تغنی فکره و معرفته، ساعدت فی اشاعة الثقافة الاسلامیة فی مختلف انحاء البلاد و اقصى نقطة فیها و علی کل المستویات . و الیوم و فی ظل نشاط الشبکة العنکبوتیة التی اثبتت جدارتها و جدواها فی نشر الوعی و اشاعة الثقافة الملتزمة فی هذه المرحلة الحساسة من تاریخ الامة الاسلامیة ، حیث تحاصر الانسان قوى الشر و الاستعباد من کل حدب و صوب و تحرص على مصادرة حریته و کرامته ، حری بالشعوب الاسلامیة انتهاز هذه الفرصة للتواصل و العمل على تطویرها بما یخدم أهدافها و طموحاتها ، و صیانة هویتها و الذود عن معتقداتها ، فی عصر تکالبت فیه القوى السلطویة علی مسخ هویة الشعوب و تشویه ثقافاتها و مصادرة تطلعاتها . | ||
الإحصائيات مشاهدة: 1,760 |
||