حرق القرآن الکریم جریمة أمریکیة تهددالعالم | ||
![]() | ||
حرق القرآن الکریم جریمة أمریکیة تهددالعالم الجریمة التی ارتکبها الجنود الأمریکیون سیکون لها آثارها الخطیرة علی مستقبل العالم فهی تشکل إهانة لأکثر من ملیار ونصف من المسلمین، وإعلاناً للحرب علی العالم الإسلامی. أما التبریرات الأمریکیة للجریمة فتدل علی أن أمریکا مازالت تعیش حالة الغرور والاستکبار التی منعتها من قراءة الواقع بشکل صحیح، وأنها لم تدرک بعد أن العالم یتغیر بسرعة شدیدة، وأهم ملامح هذا التغییر انکسار القوة الأمریکیة، وتزاید قوة الشعوب التی قررت أن تثور ضد الاستعمار الأمریکی والمستبدین المتحالفین معه. حتى الآن لم یتناسب رد فعل العالم الإسلامی مع خطورة الجریمة، حیث تمثل فی إعلانات الاستنکار ومظاهرات الشعب الأفغانی التی واجهها الجیش الأفغانی بکل عنف، لکن ذلک لا یعنی أن هذه الجریمة یمکن أن تمر کما حدث مع غیرها من الجرائم الأمریکیة، فنار الغضب تشتعل فی قلوب المسلمین حتى وإن لم یتم التعبیر عنها، بل قد یؤدی عدم التعبیر عن هذا الغضب وکبته إلى انفجار شدید الهول، ولا یمکن أن تجدی یومئذ الاتهامات التی توجه إلى المسلمین بالعنف والإرهاب. ویبدو أن أمریکا لا تفهم مثل المستبدین العرب الذین أیدتهم وساندتهم إلا عندما تقترب لحظة السقوط والهزیمة والانکسار، وأن الغرور الذی أعمی بصر الحکام العرب قد طمس بصیرة أمریکا وجعلها لا تدرک أن المسلمین قد تغیروا کثیراً، وأن هناک رفضا تماماً للظلم الأمریکی والاستبداد العربی. أما القرآن الکریم التی امتدت له أیدی الجنود الأمریکیین الآثمة لتحرقه فهو أعز على کل مسلم من نفسه وماله وأولاده، وهو على استعداد لأن یضحی من أجله بالحیاة، ولا یمکن إقناع أی مسلم بتحکیم العقل إذا تم توجیه أیة إهانة إلى القرآن الکریم، ولذلک فإن انفجار العنف وتعریض السلام العالمی للخطر تتحمل أمریکا وحدها المسؤولیة الکاملة عنه. وکل مسلم یتعبد إلى الله بتلاوة القرآن الکریم فهو کلام الله الحق الذی أنزله علی رسوله عن طریق أمین الوحی جبریل علیه السلام، وهو کتاب الله الذی تکفل وحده بحفظه فلم یستطیع أحد ولن یستطیع أن یغیر فیه حرفاً. والقرآن الکریم هو المرجع لکل مسلم فی کل شؤون الحیاة من قال به صدق ومن حکم به عدل، وهو فوق کل الدساتیر والقوانین، وهو الذی نبنی فی ضوئه حضارتنا ومستقبلنا، وتظل المحافظة علیه ونشره وتعلیمه وتطبیق أحکامه أهم وظائف کل مسلم کفرد وکل دولة إسلامیة. أهم آمال المسلم أن یحفظه، وأن یعلمه لأولاده، فهو أهم ما یعتز به المسلم والأمة الإسلامیة ومن تاریخنا نتعلم أن الأمة عندما تبتعد عنه تنهزم وتضعف، ویصیبها الفقر والبلاء والوباء والغلاء، وعندما تعود إلیه وتطبقه فی حیاتها وتعتز به تنتفض وتقوى وتتقدم وتنتصر وتبنی الحضارة وتعمر الأرض . هذا ما حدث قبل احتلال الصلیبیین لفلسطین عندما انشغل المسلمون عنه بالصراع على الملک والإمارة والسلطة فانهزموا وسالت دمائهم فی المسجد الأقصى حتى خاضت فیها الخیول إلى رکبها. أدرک القائد ذلک فاستخدم الدعاة لإعادة المسلمین إلى کتابهم، وکان یتفقد خیام جنده فیشیر إلى الخیمة التی لا یسمع الجنود فیها یتلون القرآن ویقول بکل حزن وخوف من هنا تأتی الهزیمة. وقد أدرک الجنود أنه بالقرآن ینتصرون فقرأوه وتفقهوا فیه فحققوا انتصاراً عظیماً وانسحب الصلیبیون وقد بهرتهم أخلاق المسلمین وقیمهم وعدلهم وحضارتهم. و فهم الجمیع أن تلاوة القرآن تملأ النفوس شجاعة وعزة وإقداما وصلابة ومقاومة وقدرة علی تحقیق الانتصارات. وهذا هو أهم دروس تلک التجربة، ورغم وضوح الدرس إلا أن المسلمین قد ابتعدوا عن القرآن مرة أخری فانهزموا أمام بریطانیا وفرنسا واحتلت إسرائیل فلسطین، وغزت أمریکا العراق وأفغانستان فقتلت الملایین کما حل الفقر ببلادنا بعد أن نهبت أمریکا ثرواتنا واختارت لنا مستبدین طغاة لیحکمونا ویقهرونا وینشرون الفساد. وتأتی هذه الجریمة الأمریکیة الجدیدة لتشکل ضربة مؤلمة وقاسیة لضمیر کل مسلم، ولیصبح الحل الوحید أمام المسلمین هو ثورة عامة وشاملة ضد الاستبداد والطغیان والاستعمار الأمریکی، فأول أهداف هذه الثورة هو القضاء علی کسر الغرور والاستکبار الأمریکی و وضع نهایة لعصر الطغیان. لکن لکی یعید المسلمون حضارتهم ویبنوا مستقبلهم لابد أن یعودوا إلى کتاب لیطبقوه فی کل شؤون حیاتهم ولیحتکموا إلیه فی إصلاح أنفسهم، ولیبدأوا فی ضوئه رحلتهم إلى القیادة والسیادة والکرامة والتقدم والحضارة وتحریر العالم من الظلم والطغیان والاستعمار. أیها المسلمون انتفضوا وعلّموا أمریکا أن تخاف منکم فتحترمکم. التحریر | ||
الإحصائيات مشاهدة: 2,196 |
||