ربیـــع الإســـلام | ||
![]() | ||
ربیـــع الإســـلام د.دیمة طارق طهبوب لم یواجه دین سماوی على مر التاریخ البشری ما واجهه الإسلام من حملات تشویه وحرب ومناهضة استعرت حدتها فی السنوات الأخیرة فیما یعرف بالحرب على الإرهاب التی تم ربطها بالإسلام باعتباره دینا یشجع على العنف والکراهیة! ولقد انقسم دور الإعلام والکتاب والمؤرخین فمنهم من ساهم فی إزالة الغشاوة وتوضیح صورة الإسلام ومنهم من تقصد صب النار على الزیت وزیادة التضلیل لخدمة أهداف استعماریة واقتصادیة وثقافیة لا تخلو من أسباب دینیة کما وصفها بوش صراحة بالحروب الصلیبیة. و من المؤرخین الذین انصفوا الإسلام الدکتور جون اسبیزتو مدیر مرکز الحوار الإسلامی المسیحی فی جامعة جورج تاون الذی قال: لماذا نتساءل دائما عن العنف فی الإسلام ولا نطرح ذات السؤال عند الحدیث عن النصرانیة والیهودیة حتى نعلم أن الأمر نسبی ولجمیع الأدیان نصیبها من معادلة القوة والصراع؟! نحن الغربیون النصارى والیهود لسنا أفضل من المسلمین فلدینا عقیدة الکراهیة والإقصاء الخاصة بنا!'. و زاد على ذلک البروفیسور فیلیب جنکنز بالقول أن النصرانیة والیهودیة هی أدیان تقترب من الحالة البربریة فی عدم احترام حق الحیاة والتوسع فی العقاب والقتل! و لمعالجة ما یصفونه بالعنف المستشری فی الإنجیل، وبما أن النص عندهم غیر مقدس، فقد سعى رجال الدین فی مراجعات العهد الجدید على حذف النصوص التی تغری بالعنف وتم الترکیز على إبراز النواحی العاطفیة والجمالیة للکتاب المقدس. و لم یکتفوا بتجمیل عقیدتهم بل سعوا أیضا الى تشویه عقیدة غیرهم وبالذات الإسلام حتى یضمنوا السیطرة الدینیة والفکریة والثقافیة على المجتمعات ورکزوا على آیات وأحادیث القتال فی القرآن والسنة وفسروها خارج السیاق مستشهدین بالتاریخ الإسلامی الذی عانى من الحروب بعد وفاة المصطفى صلى الله علیه و آله وسلم ، وتجاهلوا أثناء حدیثهم وکتاباتهم عن الإسلام السیاق المتصل من آیات الرحمة والعهد وآداب الحرب وحقوق الأسرى التی تبین أن حق الرحمة فی الإسلام مقدم وسابق لحد السیف. أما المنصفون فتمثلهم کارن أرمسترونغ مؤلفة (القدس مدینة واحدة وعقائد ثلاث) حیث قالت ' إن هناک عنفا فی الإنجیل أضعاف ما فی غیره من الکتب وفکرة أن الاسلام فرض نفسه وانتشر بالسیف ما هی الا تلفیقة نشرها الصلیبیون الذین شنوا حربا عنیفة ضد الإسلام فی المقام الأول'. لیس الهدف من هذا العرض لأراء بعض المؤرخین بیان تفوق الإسلام، وإن کان متفوقا کونه الدین الخاتم، على غیره من الأدیان السماویة، فالذی جاء به محمد صلى الله علیه و آله وسلم وعیسى علیه السلام صدر من مشکاة واحدة کما قال النجاشی، بل إن الأدیان والأنبیاء والکتب کلها تنتمی للاسلام، وهذا ما أثبته انجیل برنابا، وما تحرف بعدهم ومن ضل بعدهم لا ینسب إلیهم، ولکن هذا العرض للرد على غلاة الغربیین الذین یتهمون الاسلام بالعنف بأفواه وأقلام ودراسات نظرائهم من الغرب. لقد قالها عبد المطلب، جد رسول الله صلى الله علیه وسلم، صدقا واستشرافا یوم استهدف الدین: ان للبیت رب یحمیه، وللدین رب یحمیه وهو الذی یقیض له سبحانه من یدافعون عنه من أبناءه وغیرهم، وهو سبحانه الذی یمد ویبسط له فی الأرض بالرغم من الکید لدرجة جعلت صحیفة الاندبندنت تجری تحقیقا استقصائیا بعنوان' أسلمة بریطانیا: تزاید غیر مسبوق لمن یعتنقون الإسلام'. و یبین التحقیق أن عدد معتنقی الإسلام فی بریطانیا قد تضاعف خلال العشر سنوات الماضیة ،و بالرغم من تعرض الإسلام لحملات عنیفة من التشویه حیث أن 62' مما یکتب فی الصحافة وینشر فی الإعلام یربط بین الإسلام والإرهاب، الا أن ذلک لم یوقف بحال من الأحوال الزیادة المطردة فی أعداد من یعتنقون الإسلام حیث یصل عددهم الى 5200 بریطانی سنویا، ومائة ألف فی العقد الماضی، ویعزو الباحثون تصاعد عدد معتنقی الإسلام فی بریطانیا الى انتشار الاسلام فی المجتمع عبر الجمعیات الطلابیة والخیریة وفی العمل العام ناهیک أن الإسلام سد ثغرة الخواء الروحی التی یعانی منها البریطانیون على حد تعبیر بعضهم ووفر لهم شعورا بالسکینة والطمأنینة والتعالی على المادیة واللهو والتشجیع على طلب العلم والعمل بإخلاص لخدمة البشریة دون تخصیص. لقد أزهر ربیع الإسلام فی الغرب بالرغم من الأشواک المحیطة به، أفلم یأن له أن یزهر فی أرضه وقلوب أبناءه عودة والتزاما وتطبیقا؟! | ||
الإحصائيات مشاهدة: 2,115 |
||