ماذا لوردد السعودیون: الشعب یرید إسقاط النظام؟ | ||
ماذا لوردد السعودیون: الشعب یرید إسقاط النظام؟ الحراک الشعبی فی بلاد نجد والحجاز بدأ یخرج عن سیطرة آل سعود، بعد تصاعد الاحتجاجات والمظاهرات الشعبیة فی المدن السعودیة، حتى طیاری وموظفی الخطوط الجویة السعودیة أضربوا وهددوا بتصعید تحرکهم إذا لم تحقق مطالبهم.
حاول النظام طویلاً تشویه صورة التململ الشعبی فی المملکة، واتهامه بالمذهبیة والتدخل الخارجی، لکن هذه الکذبة القدیمة الجدیدة لم تعد تنطلی على أحد، بعد أن انطلقت التظاهرات النسائیة من الجامعات والمعاهد فی مدن عدیدة من الریاض، العاصمة السیاسیة ،إلى جدة وغیرها من المدن ، هذه التظاهرات التی انطلقت من البیئة الأکثر قمعاً وظلماً للنساء المحرومات من أبسط حقوقهم الإنسانیة، وربما الدینیة، فتمردن وانتفضن على واقعهن ، وبعد أن کن ّممنوعات من الخروج بمفردهن ّوقیادة السیارات أو الانتخاب أو المشارکة السیاسیة، الجامعیات السعودیات هببن دفعة واحدة وانطلقن فی تظاهرات هی الأشمل والأکبر والأوضح فی تاریخ المملکة، وقررنّ تحدی النظام والتظاهر بالسیارات المحرومین منها، بمناسبة عید الأم.
هذا الواقع المتغیر قد یکون ممهداً لرفع الشعار الأبرز الذی یتم تردیده فی معظم الساحات العربیة، “الشعب یرید إسقاط النظام” . بدون شک أصبح هذا الشعار قریباً جداً من الترداد إذا انضم الشباب الجامعی للانتفاضة النسائیة الجاریة الآن، لأن مملکة النفط والفقر والعوز، رغم ارتفاع عدد المعتقلین السیاسیین فی السعودیة (أکثر من 100 ألف معتقل)، لم تتمکن السلطات من کم الأفواه وضرب الحرکة الشعبیة التی تتصاعد یومیاً ، بالقمع والاعتقال التعسفی وعملیات التعذیب فی السجون، وفق تقریر هیومن رایتس الأخیر. الحراک الشعبی یتصاعد والقبضة الأمنیة تتهاوى، وتمر الهیبة الأمنیة للنظام هذه الأیام فی اختبار حاسم بعد المتغیرات التی حدثت فی المنطقة، وتمکن القوى الشعبیة من مواجهة ثقافة الخوف والقمع، وفشل النظام فی استیلاد جیل جدید من الخائفین المذعورین، خصوصاً بعد أن أصبح المجتمع السعودی یستخدم بشکل واسع وسائل التواصل الاجتماعی کالفیس بوک والتویتر، والتی باتت من الأدوات المحرکة للتظاهرات والاعتصامات. الفضائح التی تم تداولها عبر هذه المواقع الالکترونیة، ولدت لدى سکان المملکة قناعة راسخة أن العائلة المالکة فاسدة مالیاً وأخلاقیاً ودینیاً، وأنها معادیة لطموحات الشعب وملحقة بالمشاریع الغربیة، وهی غیر جدیرة فی الاستمرار بالحکم وقیادة بلاد الحرمین، وبات واضحاً مدى التجاذب السلبی المفتوح بین النظام والشرائح الاجتماعیة والقوى السیاسیة، کما تظهر عمق الأزمة وانفتاحها على کل الاحتمالات. | ||
الإحصائيات مشاهدة: 2,189 |
||