اصرارالوکالة الدولیة الأبله! محمدکاظمأنبارلوئی | ||
اصرارالوکالة الدولیة الأبله! محمدکاظمأنبارلوئی تعریة سلوک ومواقف الوکالة الدولیة للطاقة الذریة تجاه الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة أمر فی غایة الأهمیة. إذ یبدو أن المعلومات التی یطمح اعداء النظام الاسلامی الحصول علیها حول الانشطة النوویة الایرانیة السلمیة، کانت توضع فی متناول أیدیهم عن طریق الوکالة الدولیة بذرائع مختلفة. وفی هذا الصدد کشف مندوب ایران الدائم لدى الوکالة الدولیة النقاب عن ذلک موضحاً (أن مفتشی الوکالة الدولیة أجبروا على التجسس). ومن الواضح أن مطالبات المفتشین تتعدى حدود قوانین الوکالة وضوابطها، وأنهم قد وضعوا عملیاً فی مسار لیس بوسعهم التراجع عنه، ولهذا فهم بصدد فرض نظام خاص للمراقبة والتفتیش یتجاوز الأطر التی نصت علیها قوانین الوکالة. و إلا ماذا تسمی مطالبة مفتش الوکالة الدولیة للطاقة الذریة هرمان ناکارتس، بتفتیش المنشآت العسکریة فی موقع (بارجین) جنوب شرقی طهران؟ أنه أمر فی غایة البلادة والبلاهة. أن مثل هکذا طلب یفضح دور الوکالة الدولیة فی توفیر الاحتیاجات التجسسیة والاستخباراتیة لأعداء الجمهوریة الاسلامیة. لأن المطالبة بتفتیش احدى المؤسسات العسکریة لا ینسجم مطلقاً مع فحوى قوانین الوکالة وضوابطها ، وان السید ناکارتس بتقدیمه لهذا الطلب یثیر الشکوک عملیاً ازاء مشروعیة مهام الوکالة بمراقبة المنشآت النوویة الایرانی. وإذا ما تم التسامح ازاء ذلک ، فمن الممکن أن تطالب الوکالة الدولیة مستقبلاً بتفتیش المراکز والمؤسسات العلمیة التی لیست لها أیة صلة بالمسائل النوویة اصلاً، وذلک بناء على ما تطمح الیه الاجهزة الاستخباراتیة لدى الدول المعادیة للجمهوریة الاسلامیة فی هذا المجال. وفی الوقت الذی حرصت الجمهوریة الاسلامیة بکل صدق على وضع کل شیء فی متناول کامیرات الوکالة الدولیة ، فان الوکالة وشرکاءها – مجموعة (5+1) – لم یخطوا ولا حتى خطوة واحدة فی هذا الاتجاه. بل أن الرد على صدق نوایا ایران وشفافیتها، تمثل بالمزید من الضغط والحصار والتهدید والعقوبات. ولهذا لم تثمر جولات المباحثات بین ایران والوکالة الدولیة من جهة، وایران ومجموعة الدول الست من جهة ثانیة، عن نتیجة لحد الآن. لقد کنا نعتقد أن انضمامنا للوکالة الدولیة، و التأکید على الفتوى الدینیة بشأن انتاج الاسلحة النوویة وانتشارها، بإمکانه أن یضع حداً لنهم الدول المتغطرسة فی المطالبة بالمزید. غیر أن هذه الدول لیست بصدد تسویة هذه القضایا اساساً. لقد جعلوا من موضوع الأنشطة النوویة الایرانیة السلمیة ذریعة لمواصلة عدائهم الأعمى للشعب الایرانی، وتوفیر احتیاجاتهم الاستخباراتیة والامنیة والعسکریة التی لا شأن لها بالموضوع النووی، ولا یستبعد أن یأتی الیوم الذی یتضح فیه خبث هؤلاء ولکن بعد فوات الأوان . ولهذا ینبغی لإیران أن تبادر بکل شجاعة الى طرد مفتشی الوکالة الدولیة بصفتهم عناصر غیر مرحب بها ، وإزالة کامیرات الوکالة، وإنهاء جولات المباحثات غیر المجدیة التی لا تهدف سوى للمزید من اعمال التجسس، ومن ثم مواصلة أنشطتها العلمیة بکل هدوء واطمئنان. فلو لم تبادر الجمهوریة الاسلامیة الى کل هذا التعامل و الحرص على تحسین علاقاتها مع الوکالة الدولیة للطاقة الذریة، ولم تشارک فی کل هذه الجولات من المباحثات، فما الذی کان بوسع الوکالة أن تفعله ولم تفعله لحد الآن؟ لو کان بوسع الدول المتغطرسة القیام بعمل عسکری لما ترددت فی ذلک ابداً. أننا تقف فی مواجهة عدة من البلهاء !. لیس هناک من یقول لأمیرکا وشرکائها الصهاینة بأن هذا الذی تحاولون أن تنهوننا عنه، کنا قد رفضناه و انتهینا عنه بوحی من تعالیمنا الدینیة. ان هذا النهی المعقول یفقد قیمته الحقیقیة والمنطقیة بالتدریج نتیجة للمواقف غیر المعقولة والعدائیة لمجموعة خمسة زائد واحد، فضلاً عن التصرف الصبیانی للوکالة الدولیة للطاقة الذریة. | ||
الإحصائيات مشاهدة: 2,237 |
||